عبد الوهاب المالكي – أبيات في الأسى

يقول عبد الوهاب المالكي في قصيدته :

شرح المفردات الصعبة :

  • العِطاشُ : جمع عطشان
  • الرَّكايا : الآبار أو الأحواض التي تجتمع فيها المياه الضحلة
  • الرَّزايا : جمع رزية و هي المصيبة العظيمة

للحصول على مختارات من أشعار المدونة مجمعة في كتاب “المنتقى من أبيات واحة الشعر العربي” مع بعض الإضافات التي اختص بها المرجو الضغط على هذا الرابط

شرح الأبيات :

يستهل عبد الوهاب المالكي هذه الأبيات بصورة مجازية جميلة؛ يتعجب فيها كيف يمكن للعطشان أن يروي ظمأه إذا كان البحر نفسه يقصد البئر أو البرك الضحلة طلبا للماء. هذا المجاز الجميل فيه إشارة لطيفة أن الزمن الذي يقصد فيه الرفعاءُ أذلةَ القوم طلبا للعون و المدد هو زمن سوء.

و يسترسل في هذا السياق في البيت الثاني فيتعجب من سيحبس أصاغر القوم و سفهاءهم أن يعيثوا في الأرض فسادا و يحققوا مرادهم، إذا كان علية القوم و حكماؤهم متراجعين منعزلين عن أمور الناس إما اختيارا و إما قهرا.

و يتحسر في البيت الثالت تحسرا شديدا على زمنٍ صار فيه الوضعاءُ و أراذلُ الناس قَدْرا و خُلُقا يترفعون على الرفعاء و ذوي الحكمة و الفهم و الرأي السديد، حتى وصف هذه الحال بأنها من أعظم المصيبات. إن انقلاب الموازين في المجتمع و تقديم السفهاء لهو نذيرُ شؤمٍ و هلاكٍ مبين.

و في البيت الأخير يخبر أنه يفضل الموت و مغادرة هذه الحياة إذا ضاعت القيم و المفاهيم و صار السفهاء و أهل السداد سواسية. إن الشاعر يزهد في الحياة بالجملة متى انقلبت الموازين و لم يُعرف لكل امرئٍ قدرُه الذي يستحقه.