الخنساء – أبيات في ثناء أخيها صخر بن عمرو

تقول الخنساء في قصيدتها :

شرح المفردات الصعبة :

  • نَشْتو : دخل الشتاء و أصابتنا المجاعة و القحط
  • تَأَتَّمُ : تهتدي و تقتدي
  • جَلْدٌ : قوي صبور في مواجهة الشدائد
  • عَلَمٌ في رأسه نار : مثل يضرب لمن كان عظيم الشهرة ذائع الصيت
  • غَدَاةَ الرَّوْعِ : صباحَ الحربِ
  • مِسْعارُ : مُهيِّجٌ و مُحَمِّس
  • حَمَّالُ ألِويَةٍ : من يقود الجيش و يحمل رايته في ساحة المعركة
  • هبَّاطُ أودِيَةٍ : كثير الترحال لأجل المعارك و ما ينفع قومه
  • شَهَّادُ أندِيَةٍ : كثير حضور نوادي القوم لمناقشة الأمور الجليلة
  • نَحَّارُ راغِيَة : كثير نحر النوق كناية عن كرمه
  • مِلْجاءُ طاغية : يُلجأُ إليه هربا من الطغاة
  • فَكَّاكُ عانِيَةٍ : كثير فداء الأسرى

سياق الأبيات :

الأبيات مقتطفة من مرثية الخنساء الشهيرة التي مطلعها : “قذى بعينك أم بالعين عوار” و التي رثت فيها أخاها صخر بن عمرو – الذي قُتل في الجاهلية – رثاءا بليغا.

شرح الأبيات :

تستهل الخنساء هذه الأبيات بجعل أخيها صخر في المرتبة التي يستحقها في نظرها فتصفه بأنه أمير قومها و سيدهم و عظيمهم. ثم تذكر إحدى مناقبه التي نال لأجلها السؤدد بين قومه و هي الكرم فمتى حل الشتاء و جاع القوم فإن صخرا كثير نحر إبله و دوابه في إطعام القوم و سد جوعهم و فاقتهم، فالرفعة و المكانة العالية بين الناس لا تكون إلا بالبذل و العطاء.

و في البيت الثاني تسترسل في ذكر محاسن أخيها صخر، فتصفه بالشجاعة و الإقدام ساعة الحرب و مواجهة العدو فهو لا يهاب الموت. و هو مع شجاعته و إقدامه فهو رجل كريم كثير عقر إبله لإطعام القوم فسلاحه و فرسه و ماله جميعُها ينتفع بها قومه.

و تذكر في البيت الثالث مكْرُمة أخرى لأخيها فهو ذائع الصيت مشهور بين الناس لأجل جميل صفاته و محاسنه حتى أن الهُداة المهتدين يأتمون به و يقتدون به لأجل ما يرون فيه من خصال جليلة. الخنساء هنا تمدح أخاها بأنه صار إليه المنتهى في زمانه في الشرف و العزة و السؤدد و المكارم.

و تنتقل في البيت الرابع إلى ذكر بعض من صفاته الخَلْقية فتصفه بأنه وضيء حسن الخِلقة جميل المحيا كامل الهيئة يستبشر به من رآه. ثم تذكر أيضا بعضا من صفاته الخُلقية فتصفه بأنه جَلْدٌ صبور قوي على الشدائد متورع عن ظلم الناس و التسلط عليهم و على أموالهم. أما إذا حانت ساعة الحرب و القتال فإنه مهيج لقومه محمس لهم لحبه لقتال أعدائه و الإنتصار عليهم.

و في البيت الخامس تذكر صفاته القيادية التي تميز بها عن غيره فهو كثير الإقدام و حمل لواء الجيش على ما في ذلك من المخاطرة، و هو كثير السفر و الترحال إما لقتال عدو أو جلب منفعة أو دفع مضرة. أما ساعة الرأي و التشاور فهو كثير حضور مجالس القوم و هذا دليل على علو منزلته و رجاحة رأيه، و متى أجمع أهل المشورة على الحرب فإنه يكون قائد الجيش و جراره.

و في البيت الأخير تثني الخنساء على أخيها صخر بن عمرو ثناءا جميلا فتصفه بكثير النحر للنوق كناية على بذله و كرمه، و تصفه بأنه الملجأ لمن فر من طاغية و هذا دليل على بأسه و عزته فحتى الطغاة لا يجرؤون على خفر جواره. كما أنه نبيل النفس كثير فداء الأسرى تفريجا عن كربتهم و كثير إعانة المحتاج و من به ضائقة، وقد صورت لذلك تصويرا جميلا بقولها “للعظم جبار” فكأنما عونه و مدده جبر لكسرهم و مُصابهم.

روابط الأبيات على مواقع التواصل الإجتماعي :