يقول السموأل في قصيدته :
و إنا لقومٌ لا نرى القتلَ سُبَّةً *** إذا ما رأتهُ عامرٌ و سلولُ
يُقرِّب حبُّ الموت آجالنا لنا *** و تكرهُهُ آجالهم فتطول
و ما مات منا سيدٌ حَتْفَ أنفه *** و لا طُلَّ منا حيثُ كان قتيل
تسيل على حد الظُّباتِ نفوسُنا *** و ليست على غير حد الظُّبات تسيل
شرح المفردات الصعبة :
- سُبَّةً : عاراً و قدحاً
- عامرٌ و سلولُ : قبيلة بني عامر و قبيلة بني مرة و كلاهما ينتسب إلى قيس بن هوازن
- طُلَّ : من مات و لم يُؤخَذ بثأره
- الظُّباتِ : جمع ظُبَة و هو حد السيف أو الرمح
شرح الأبيات :
يستهل السموأل أبياته بمدح قومه و الثناء على بأسهم و شجاعتهم و إقدامهم، فهم لا يرون الموت قتلا في ساحات الوغى عيبا و عارا بل يرونه تشريفا و مَكرُمة. ثم يغمز إثر ذلك من قناة قبيلتي بني عامر و بني مرة واضعا من قدرهم وجاعلا إياهم أقل شجاعة و إقداما من قومه فهم ما رأوا القتل عارا إلا لأجل جبنهم و قلة شجاعتهم و إقدامهم إذا حمي الوطيس.
و يسترسل في ذلك في البيت الثاني فقومه لا تطول أعمارهم بسبب شجاعتهم في المعارك وروحهم القتالية العالية و عدم خوفهم من الموت بل و حبهم له، بينما فرسان بني عامر و بني مرة يُعَمِّرون و تطول أعمارهم لقلة ما يستبسلون في ساحات القتال و لشدة كرههم للموت و حبهم للحياة و حرصهم عليها.
و يتوسع في هذا المعنى في البيت الثالث و يؤكد أن الشجاعة و الإقدام طبع و جِبِّلة فيهم جميعِهم لا يختص بذلك مقاتلوهم دون غيرهم، فساداتهم و أشرافهم أيضا يخوضون غمار المعارك و يستبسلون فيها و يصيبهم القتل فيها، حتى أنه لا يكاد يموت سيد منهم على فراشه بل يموتون قتلى و السيوف في أيديهم. أما في عجز البيت فيفخر بخُلق آخر فيهم و هو العزة و الحمية فمن مات مقتولا فإنهم يأخذون بثأره و ينتقمون لدمه مهما كلفهم ذلك.
و في البيت الأخير يختم بتصوير بديع و هو أن نفوسهم لا تزهق و لا تسيل إلا بحد السيف أو الرمح في نزال عدو، فهم لا يموتون على أسِرَّتِهم في مرض أو هرم بل يموتون شجعان مقاتلين مقتولين في ساحة المعركة.
لمطالعة المزيد من أبيات أبي السموأل، المرجو الضغط هنا
روابط الأبيات على مواقع التواصل الإجتماعي :