يقول جرير في قصيدته :
إن العيون التي في طَرْفِها حَوَرٌ *** قَتَلْنَنا ثم لم يحيين قتلانا
يصرعن ذا اللُّبِّ حتى لا حِراك به *** و هن أضعف خلق الله أركانا
يا رب غابِطِنا لو كان يطلبكم *** لاقى مُباعَدَةً منكم و حرمانا
أَرَيْنَه الموت حتى لا حياة به *** قد كن دِنَّكَ قبل اليوم أديانا
شرح المفردات الصعبة :
- حَوَرٌ : شدة بياض العين في شدة سوادها
- ذا اللُّبِّ : ذا العقل
- دِنَّكَ : عَوَّدْنَك
- أديانا : جمع دِين و معناه هنا العادة
شرح الأبيات :
يفتتح جرير أبياته بواحد من أرق و أغزل الأبيات الشعرية التي قالتها العرب، حيث يصف العيون الحوراء البارعة الجمال – التي يختلط فيها شدة البياض مع شدة السواد – بأنها قاتلة بنظراتها و من قتلته فلا حياة له أبدا بعد ذلك.
ثم يسترسل في هذا المعنى في البيت الثاني، فتلك العيون الساحرة الفتاكة لا تصرع فقط العوام من الناس بل هي تصرع أيضا وجهاء القوم و ذوي الرأي و الرجاحة فيهم فتتركهم صرعى لا حركة فيهم. أما في عجز البيت فيتعجب جرير كيف أن هذه العيون الضعيفة الخلقة و التكوين – إذ لا عظام فيها و لا عضلات – لها كل هذه القدرة على الصرع لشدة جمالها الاخاذ.
و في البيت الثالث يبث جرير حزنه و شجنه على صعوبة الوصال إلى محبوبته فالذي يرى حبه و عشقه لها يغبطه على ذلك لظنه أنها تجازيه على حبه لها لكنها في الحقيقة متمنعة شديدة المراس من طلبها لم يلق منها إلا المنع و الإعراض.
ثم في البيت الأخير يخبر جرير أن من طلب محبوبته ذات العيون الحوراء الساحرة فلن ينال من عيونها إلا الموت و المنع و الإعراض و تلك عادتها منذ الزمن البعيد فلا سبيل إليها.
روابط الأبيات على مواقع التواصل الإجتماعي :