يقول الإمام الشافعي في قصيدته :
دعِ الأيامَ تفعلُ ما تشاءُ *** و طِب نفسا إذا حكمَ القضاءُ
و لا تَجْزَع لحادثةِ الليالي *** فما لحوادث الدنيا بقاء
و كن رجلاً على الأهوال جَلْداً *** و شيمَتُك السماحة و الوفاء
و إن كثُرَتْ عيوبك في البرايا *** و سَرَّك أن يكون لها غطاء
تَسَتَّرْ بالسخاء فكل عيب *** يغطيه كما قيل السخاء
شرح المفردات الصعبة :
- تَجْزَع : تقلق و تضطرب
- حادثةِ الليالي : ما يصيب الإنسان من الابتلاء و المكروه
- الأهوال : المصائب العظيمة
- جَلْداً : صبورا قويا في مواجهة الشدائد
- البرايا : الخلائق
شرح الأبيات :
يفتتح الإمام الشافعي هذه الأبيات بحكمة بنصيحة جليلة و هي الصبر و الرضا على ما يصيب الإنسان من البلاء و المكروه في هذه الحياة الدنيا. فالإنسان يجب إن يعيش حياته دون قلق و هواجس مما يحمل المستقبل له، بل يُسَلِّمُ أمره و يرضى و يدع الأيام تفعل ما تشاء.
و يستفيض في هذا المعنى في البيت الثاني فيحض على عدم القلق و شدة الاكتراث بما يقع للمرء من مصائب في هذه الحياة، لأنها حياة فانية لا تدوم فمحنها و سرورها و كل شيء فيها مآله الفناء، فلا فائدة من كثرة الجزع و الحسرة و الاضطراب.
و في البيت الثالث يدعو إلى الاستعانة بالصبر في مواجهة المحن و الابتلاءات في هاته الحياة و جعل ذلك صفة من صفات الرجولة. ثم في عجز البيت مدح خلقين رفيعين هما السماحة و الوفاء و دعا إلى التحلي بهما.
ثم انتقل في البيت الرابع إلى ذكر صفة جميلة نصح بها من كثرت عيوبه بين الناس و أحب أن يغطيها و يسترها، لكنه أخر التصريح بهاته الصفة الحميدة إلى البيت الاخير و هذا من أساليب التشويق.
في البيت الاخير صرح بالخلق الحميد الذي وطَّأَ له في البيت السابق و هو خلق السخاء و الكرم. الإمام الشافعي يدعو إلى البذل و العطاء و معاملة الناس بسخاء و كرم لأن ذلك كفيل بجعلهم يتغاضون عن كل خلق قبيح، فالنفوس مجبولة على حب من أحسن إليها و أكرمها و هذا يشبه قول أبي الفتح البستي : أَحسِنْ إلى الناس تستعْبِد قلوبهم *** فطالما استعبدَ الإنسانَ إحسانُ
لمطالعة المزيد من أبيات الإمام الشافعي، المرجو الضغط هنا
روابط الأبيات على مواقع التواصل الإجتماعي :