يقول ابن دريد الأزدي في قصيدته :
و ما في الأرض أشقى من مُحِبٍّ *** و إن وجد الهوى حُلْوَ المذاق
تراه باكيا في كل وقت *** مخافةَ فُرْقَةٍ أو لاشتياق
فيبكي إن نَأَى شوقا إليهم *** و يبكي إن دَنَوْا خوف الفراق
فتسخن عينه عند التَّنَائي *** و تسخن عينه عند التلاقي
شرح المفردات الصعبة :
- فُرْقَةٍ : فراقٍ و مباعدةٍ
- نَأَى : ابتعد
- التَّنَائي : الإبتعاد
شرح الأبيات :
يفتتح ابن دريد الأزدي أبياته بنظرة غير مألوفة حول الحب و الغرام و هي أن من أصابه داء الحب و الهوى فهو أشقى الناس و أبعدهم عن العيش الهنيئ و إن وجد حبه و هواه لذيذا حلو المذاق.
ثم يشرح في البيت الثاني الفكرة الغير مألوفة المذكورة في البيت الأول فيبين أن من أصابه الحب و أسر قلبه فإنه يكون كثير البكاء لأنه إما أنه يشتاق حبيبه لبعده عنه أو يخاف أن يفقده و يبتعد عنه، فمعاناته لا تكاد تنقطع.
و يسترسل في هذا في البيت الثالث فهو يرى أن المحب يبكي محبوبه حين يبتعد بسبب شوقه إليه و حاجته إلى لقائه، ثم يبكي مجددا حين يلقاه لأجل تفكيره في لحظة الفراق سواء كان الفراق مؤقتا أو أبديا.
ثم يتعجب في نهاية الأبيات من حال المحبين، فمن أحب و عشق و تمكن ذلك من قلبه فإن عينه تسخن و تذرف حال اللقاء و حال الفراق، فألمه و معاناته لا تكاد تفارقه.
روابط الأبيات على مواقع التواصل الإجتماعي :