يقول جميل بثينة في قصيدته :
بُثَيْنَ أثيبي بالمودة أو ردي *** فؤادي فقد نُجزي المودة بالوُد
أفي الناس أمثالي أحب فحالهم *** كحالي أم أحببت من بينهم وحدي
فلم أر مثل الناس لم يغلبوا الهوى *** ولم أر داء كالهوى كيف لا يعدي
أكان كذا يلقى المحبون قبلنا *** بما وَجِدوا أو لم يجد أحد وَجْدي
شرح المفردات الصعبة :
- أثيبي : كافئي و اجزي
- وَجِدوا : أحبُّوا حبا شديدا
- وَجْدي : حبي الشديد و عشقي
شرح الأبيات :
يسأل جميلٌ بثينةً أن تكافئه عن ما يحمل تجاهها من الحب و العشق بأن تبادله الحب و المودة فإن كانت عاجزة عن ذلك فلترد عليه فؤاده و لتحرره مما هو به من العشق، فهو يرضى أن يكون الود بينهما بديلا عن الحب و المودة ما دام ليس إليهما سبيل.
ثم يتساءل في البيت الثاني عما صار إليه بسبب شدة حبه لبثينة و هل أصاب بعضَ الناس مثلُ ما أصابه جراء عشق المحبوب أم أنه هو الوحيد في هذه الدنيا الذي قُدٍّر عليه أن يحب و يبلغ به حبه ما بلغ.
ثم يسترسل في تعجبه في البيت الثالث فداء الهوى إما أنه يصيب الناس فيشفون منه أو لا يصيبهم بتاتا. لكن هذا لا يستقيم في نظره، فداء شديد كالهوى حرٍيٌ به أن يكون شديد العدوى و شديد الفتك فيعجِزُ الناس أن يغلبوه.
ثم يختم هذه الأبيات بشجن و حزن فهو يتساءل هل من أحبوا قبله أصابهم مثل ما أصابه بسبب شدة عشقهم لمحبوبهم أم أن أحدا منهم لم يحب محبوبه كحبه لبثينة فما يعانيه من أجل ذلك لا نظير له في من سبقه.
روابط الأبيات على مواقع التواصل الإجتماعي :
