يقول عمرو بن كلثوم في معلقته :
حُديَّا الناسِ كلِّهمُ جميعا *** مُقارعةً بَنيهِم عن بَنينا
فأمَّا يوم خَشْيَتِنا عليهم *** فتُصبح خَيلُنا عُصَبا ثُبينا
وأما يومَ لا نخشى عليهم *** فنُمْعِن غارة متَلبِّبِينا
برأسٍ من بني جُشَمِ بن بكرٍ *** ندُقُّ به السُّهولَة و الحَزُونا
شرح المفردات الصعبة :
- حُديَّا : اسم بصيغة التصغير و يفيد معنى التحدي
- مُقارعةً : منازلة و مبارزة و قتالا
- عُصَبا ثُبينا : جماعات
- مُتلبِّبِينا : من التلبب و هو لبس السلاح للحرب
- بني جُشَمِ بن بكر : حي من بني تغلب
- الحَزُونا : ما صعب من الأمور و يقصد به الخصوم الأقوياء
شرح الأبيات :
يفتتح عمرو بن كلثوم هذه الأبيات بنبرة التحدي فهو يعلن تحديه للناس أجمعين لا يخشى منهم أحدا. فهو و قومه مستعدون لقتال أي قوم (بما في ذلك بنيهم) في سبيل الدفاع عن بنيه و بني قومه.
ثم يستفيض في هذا المعنى في البيت الثاني، ففي حالة الدفاع (حين يغير العدو و يخاف المرء على بنيه و أهله) فإن خيل عمرو بن كلثوم و قومه تصير جماعات كناية عن شدة النفير و الإستبسال في الذوذ عن الحرمات.
أما وقت المبادرة بالهجوم (و حينئذ ليس يخاف المرء على بنيه و أهله) فيتفتخر عمرو بإمعانه و قومه في الهجوم و الإغارة دون فزع أو جزع. بل هم لابسون دروعهم و أسلحتهم مستعدون متى حمي الوطيس.
ثم يضيف عمرو بن كلثوم أن هذا الجيش هو من قبيلة جُشَم بن بكر فهو جيش رفيع النسب صلب المراس يهزم به كل عدو سواء كان سهلا ضعيفا او قويا حزونا.
روابط الأبيات على مواقع التواصل الإجتماعي :