يقول المتنبي في قصيدته :
نُعِدٌّ المشْرفِيَّة و العوالي *** و تقتلنا المنون بلا قتال
و نرْتَبِط السَّوابق مُقْرَبات *** و ما ينجين من خَبَبِ الليالي
و من لم يعشق الدنيا قديما *** و لكن لا سبيل إلى الوصال
نَصِيبُك في حياتك من حبيب *** نصيبك في منامك من خيال
شرح المفردات الصعبة :
- المشْرفيَّة و العوالي : صوارم السيوف البتَّارة و عوالي الرماح
- نرْتَبِط السَّوابق مقْربات : نقرب إلينا مرابط أكرمِ الخيلِ و أجودِها
- خَبَبِ الليالي : نوع من أنواع سير الفرس بحيث تمسُّ أقدامُها الأرضَ بشكل متتابع
سياق الأبيات :
رثى المتنبي أم سيف الدولة الحمداني برثاء جميل لما قُبضت و كان مطلع تلك القصيدة البديعة هاته الأبيات التي بين أيدينا.
شرح الأبيات :
يتعجب المتنبي من شدة حرص الإنسان على امتلاك أمتن السيوف و أعلى الرماح استعدادا لمواجهة العدو ثم يقتله الموت في نهاية المطاف بلا قتال حتى (كأن يصيبه السقم أو الهرم أو غير ذلك من الآفات المهلكة). فكأنما المتنبي هنا يسلم بحقيقة الموت الحتمية التي لا مفر منها مهما تسلح الإنسان و اتخذ أسباب النجاة.
ثم يؤكد هذا المعنى في البيت الثاني فالإنسان يحرص أن يجعل مرابط أفضل خيله قريبة منه حتى إذا احتاجها ليلا (عند إغارة عدو أو حصول مكروه) وجدها قريبة منه، لكن ذلك لا يدفع عنه خبب الليالي و هو دنو أجله إليه ليلة بعد ليلة إلى أن يتمكن الموت منه.
ثم في البيت الثالث يذكر أن حب الدنيا متجذر في النفوس لكن هذه الدنيا للأسف ليست تدوم، فحبها و عشقها لا وصال له إذ لا بد ينقطع حين يحين أجل الإنسان.
وفي البيت الأخير يختم المتنبي هذه الأبيات بصورة جميلة جدا فهو يشَبِّه نصيبنا في هذه الحياة ممن نحب بنصيبنا في منامنا من الخيالات التي نرى. فمهما جمُلَت و حسُنَت تلك الخيالات فهي قصيرة المدة ما تلبث ان تزول فكذلك مقامنا في هذه الحياة الدنيا مع من نحب إذ لا مناص من الموت في آخر المطاف.
لمطالعة المزيد من أبيات المتنبي، المرجو الضغط هنا
روابط الأبيات على مواقع التواصل الإجتماعي :