يقول طرفة بن العبد في قصيدته :
و لست بحلَّال التِّلاع مخافةً *** و لكن متى يسترفد القوم أرفدِ
فإن تبغني في حلقة القوم تلقني *** و إن تقتنصني في الحوانيت تصطدِ
متى تأتني أصْبَحك كأسا روِيّة *** وإن كنتَ غانيا عنها فاغن و ازددِ
و إن يلتق الحي الجميع تلاقني *** إلى ذروة البيت الرفيع المصمَّدِ
شرح المفردات الصعبة :
- حلَّال التِّلاع : التِّلاع (جمع تََلعة) و هي مجرى الماء حين يسيل من الجبال نحو الأودية. فحلال التلاع هو من يقيم بها
- يسترفد القوم : إذا طلبوا الرفد و هو الإعانة و المدد و العون
- الحوانيت : الحانات و أماكن شرب الخمر
- أصْبَحك كأسا روِيَّةً : أسقيك كأس خمر مملوءة في الصباح
- ذِروةُ البيت : أعلى البيت
- المُصَمَّدِ : المقصود في الحوائج
سياق الأبيات :
هذه الأبيات مقتطفة من معلقة طرفة بن العبد الجميلة و التي مطلعها : “لخولة أطلالٌ ببُرقَةِ ثَهْمَد”.
شرح الأبيات :
يصف طرفة بن العبد نفسه بأنه ليس الرجل النائي الذي يقيم بعيدا في التلاع مخافة أن يقصده الناس لحاجاتهم او رجاء كرمه، بل هو على العكس من ذلك دائم الحضور متى طلب القوم المعونة و الرفد إلا وجدوه حاضرا مستعدا.
ثم يذكر هنا جانبا من شخصيته المزدوجة فهو رجل حاضر في حلقات القوم متى جد الجد و عظم الخطب لكنه مع ذلك لا يحرم نفسه من اللهو و ملذات الحياة فهو دائم ارتياد الحانات و متى اقتنصته هناك تجده.
ثم يجمع في البيت الثالث بين عشقه للخمر و حبه للكرم، فإن أتيته صباحا سقاك كأسا مملوءة حتى ولو كنت مستغنيا عنها فإنه يلح عليك لرغبته في إكرامك.
و في البيت الأخير يبالغ طرفة بن العبد في ذكر فخره بنسبه و شرفه فمتى اجتمع الحي الجميع (و هم علية القوم جميعهم) وجدت إليه المنتهى في الرفعة و السؤدد و الشرف و الفخر.
روابط الأبيات على مواقع التواصل الإجتماعي :